U3F1ZWV6ZTUzNDQyNzAxMjI2OTgyX0ZyZWUzMzcxNjI3NzE3MDQ5Ng==

الكسوف والخسوف.. تعريفهما وأسبابهما وأنواعهما

 

الكسوف والخسوف
الكسوف والخسوف

تعتبر ظاهرة الكسوف والخسوف من أقدم الظواهر الطبيعية التي عرفها الإنسان وتفاعل معها. وهي خارجة عن المألوف، وتحدث في أوقات وظروف وأماكن محددة، نتيجة لدوران الأرض والقمر في مداراتها. أحدهما يحجب ضوء الشمس عن الآخر، ثم يبدو للناظر أن الشمس قد فقدت بعض ضوءها. أو القمر استسلم لبعض نوره.

خسوف القمر.. تعريفه وأسبابه

وتحدث ظاهرة خسوف القمر عندما تحجب الأرض ضوء الشمس عن القمر. أي أن خسوف القمر يحدث بسبب سقوط ظل الأرض على سطحه. وقد يكون خسوف القمر كليًا، أو جزئيًا، أو شبه خسوف.

أنواع الخسوف

1 الخسوف الكلي

ويحدث الخسوف الكلي للقمر عندما تكون الشمس والقمر على جانبين متقابلين من الأرض. وعلى الرغم من وجود القمر تماما في ظل الأرض، إلا أن بعض أشعة الشمس تصل إليه عبر الغلاف الجوي للأرض، الذي يزيل معظم الأشعة قصيرة الموجة مثل الأزرق والبنفسجي، بينما تمر الأشعة الحمراء من خلاله. وبموجته الطويلة يظهر القمر باللون الأحمر ويسمى "قمر الدم".

ونظرًا لأن قطر الأرض يبلغ 4 أضعاف قطر القمر، فإن ظلها أكبر بكثير، لذا يمكن أن يستمر خسوف القمر لأكثر من 100 دقيقة في حالاته القصوى.

2 الخسوف الجزئي

ويحدث الكسوف الجزئي عندما يدخل جزء فقط من القمر في منطقة ظل الأرض. واعتمادا على درجة الخسوف، قد يظهر ظل أحمر ساطع على الجزء المظلم من سطح القمر. على الرغم من أن خسوف القمر الكلي يعد ظاهرة نادرة، إلا أن خسوف القمر الجزئي قد يحدث مرتين على الأقل في السنة.

3 شبه الخسوف

وتحدث هذه الظاهرة عندما تلقي الأرض ظلا خفيفا جدا على القمر، وبالتالي يكون الخسوف في هذه الحالة ضعيفا للغاية بحيث يصعب رؤيته بالعين المجردة. وتعتمد الرؤية على حجم الجزء الذي يدخل منطقة الظل الخفيف. كلما كان الحجم أصغر، كلما زادت صعوبة رؤية الكسوف. ولهذا السبب لا يتم ذكر هذه الخسوفات في التقاويم إلا التقويمات العلمية.

كسوف الشمس.. تعريفه وأسبابه

ويحدث كسوف الشمس عندما يمر القمر -أثناء دورانه- بينه وبين الأرض، فيحجب ضوء الشمس عن مناطق في الأرض. أي أن القمر يلقي بظله على سطح الأرض، فيحدث بذلك واحداً من ثلاثة أنواع من الخسوف، والتي تختلف فيما بينها في طريقة حجب القمر لأشعة الشمس وحجمها.

أنواع الكسوف

1 الكسوف الكلي

تحدث ظاهرة الكسوف الكلي للشمس عندما يتقاطع مع الأرض والقمر بحيث يحجب القمر أشعة الشمس تماما، وفي لحظات قليلة قد تمتد إلى دقائق أحيانا تصبح السماء مظلمة بدرجة ما يشبه ظلمة الليل .

وظاهرة الكسوف الكلي للشمس نادرة، حيث أن قطر الشمس أكبر 400 مرة من قطر القمر، كما أنه أبعد عن الأرض 400 مرة من المسافة التي تفصلنا عن القمر. عندما تكون محاذاة الأجسام الثلاثة دقيقة وكاملة، يحجب القمر ضوء الشمس تمامًا، مما يؤدي إلى كسوف الشمس الكلي.

ويسمى الخط الذي يوازي ظل القمر على سطح الأرض "المسار الكلي"، وفي هذا الفضاء الضيق فقط يمكن للفرد أن يشهد ظاهرة الظلام الكامل. ومع ذلك، على جانبي المسار وعلى بعد آلاف الكيلومترات، يمكن رؤية الكسوف جزئيا. كلما ابتعدنا عن فضاء "المسار الشمولي"، كلما صغر جزء الشمس الذي يحجبه القمر.

وتعتمد مدة استمرار الظاهرة على موقع الأرض بالنسبة إلى الشمس، وموقع القمر بالنسبة إلى الأرض، وجزء سطح الأرض الذي يتأثر بالظلام. ومن الناحية النظرية، يمكن أن يستمر أطول كسوف كلي لمدة 7 دقائق و32 ثانية.

أما عن تكرار حدوث ظاهرة الكسوف الكلي فهو ليس نادرا كما يظن البعض، فهو يحدث تقريبا مرة كل 18 شهرا، ولكن النادر جدا هو رصد الظاهرة في نفس المكان من الأرض، وهو شيء والذي يحدث فقط كل 375 سنة في المتوسط.

2 الكسوف الحلقي

كلما بعد القمر عن الأرض، بدا أصغر للراصد. ولذلك فهو لا يغطي سطح الشمس بالكامل، بل يظل جزء من الشمس، يشبه الحلقة، مرئيًا حول القمر. وتسمى هذه الظاهرة كسوف الشمس الحلقي.

وكما هو الحال في ظاهرة الكسوف الكلي، ففي هذه الحالة يتشكل "مسار حلقي" يمكن من خلاله رؤية الكسوف على شكل حلقة. وكلما حدث تحول عن هذا المسار، ستكون هناك منطقة يمكن رؤية الظاهرة فيها جزئياً على جميع جوانب "المسار الدائري".

ووفقا لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، فإن هذا النوع من الكسوف يستمر لفترات أطول من الكسوف الكلي، حيث يمكن في بعض الحالات رؤية حلقة الشمس لأكثر من 10 دقائق، لكنه بشكل عام لا يستمر لأكثر من 5 دقائق. أو 6 دقائق.

3 الكسوف الهجين

وهي ظاهرة تحدث عندما يكون القمر على مسافة يكون فيها قادرا على حجب الشمس تماما، ولكن عندما يبتعد في نفس مساره الشامل يتوقف عن حجب الشمس تماما، ويتحول الكسوف بعد ذلك إلى كسوف حلقي .

ومن الممكن أن يكون العكس أيضًا، فيبدأ الخسوف ككسوف حلقي، ولكن مع اقتراب القمر من الأرض على مسافة قصيرة، يتحول إلى كسوف كلي.

والكسوف الهجين نادر الحدوث، إذ لا يشكل سوى نحو 4% من كسوف الشمس، بحسب معهد الفيزياء الفلكية في جزر الكناري.

الحالات التي يحدث فيها الخسوف والكسوف

وظاهرة الخسوف لا تحدث إلا عند اكتمال القمر، في منتصف الشهر القمري. كما أنه من المستحيل أن تحدث ظاهرة كسوف الشمس إلا عند غروب القمر في نهاية الشهر القمري.

وبينما تعتمد رؤية كسوف الشمس على الموقع الجغرافي للراصد، فإنه يمكن رؤية خسوف القمر من أي مكان على سطح الأرض، حيث يكون القمر فوق الأفق وقت الخسوف.

الخسوف في الأنظمة النجمية الأخرى

ولا تقتصر ظاهرة الاحتجاب على القمر والشمس فقط، بل قد تشمل بعض النجوم البعيدة أيضًا، حيث يذكر عالم الفلك التشيلي “بيمين” أن 50% من النجوم تقع في مجموعات تتكون من نجمين أو أكثر، و وبما أن مجرتنا تحتوي على أعداد هائلة من النجوم، فإن بعض النجوم الثنائية، أي نظام نجمي يتكون من نجمين يدوران حول مركز فيزيائي مشترك، يدوران في محاور متوازية بدقة، بحيث يمر أحدهما أمام الآخر أثناء دورانهما، مما يحجب ذلك من أعين المراقبين. تسمى هذه النجوم بالنجوم "الثنائية المحتجبة".

مصدر الخبر : الجزيرة نت
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة